اسم الكتاب : دعاء الكروان .
اسم الكاتب : طه حسين .
عدد الصفحات : 160 صفحة .
يالقوة النساء! لقد آمنت منذ ذلك الوقت بأنها لا حد لها.
يا لمكر النساء! لقد آمنت منذ ذلك بأنه لا أخر له ولا قرار.
يا لقدرة النساء على الكيد و براعتهن في التلوين و نهوضهن بأثقل الأعباء و ثباتهن لأفدح الخطوب .
تلك هي بطلة الرواية آمنة التي استطاعت بدهائها وذكائها وفطتنها الوصول الى ما أرادته بعد طول عناء طمحت الانتقام لأختها هنادي من الشاب الذي كان سببا بمقتلها على يد خالها بعد أن علم أنها أحبت شابا وأغواها لذا قتلها على حين غفلة ودفنها بجانب الهضبة على مرآى من أمها التي وافقت أخاها وأختها آمنة التي لم تنسى مشهد أختها الوحيدة وهي مضرجة بدمائها على الرمال فهربت من قريتها الصغيرة ضاربة بعرض الحائط بالعادات والتقاليد وخططت كثير للوصول لمنزل ذالك الشاب الذي أغوى أختها ونجحت بالوصول اليه فأرادها وردته وحاول استمالتها فامتنعت وأحبها!! الى انها تجد نفسها فجأة عالقة مابين رغبتها بالانتقام وقلبها الذي أضحى أسيرا للشاب الذي كرهته !! ذاك الصراع الدائر بين عاطفتها وعقلها بدا جليا حين سألت نفسها قائلة :
هو الحب ما في ذلك شك..ولكن الشك المؤلم المضني إنما يتصل بهذا القلب الذي يضطرب بين جنبي أنا، فما خطبه!! أمبغض هو كما كان مبغضا من قبل أراغب هو في الأنتقام كمان كان راغبا من قبل أحافظ هو لعهد هذه الأخت التي صرعت في ذالك الفضاء الرفيع !!
بتلك الحروف أصبحت آمنه مستيقنه من عاطفتها تجاه حبيب أختها فبدت تائهة وهي تتذكر صوت دعاء الكروان الذي عاهدته بالانتقام لمقتل أختها وهو ذات الصوت الذي زارها بنهاية الرواية وسمعت صوته فقال لها الشاب :
دعاء الكروان ! أترينه كان يرجع صوته هذا الترجيع حين صرعت هنادي في ذلك الفضاء العريض!!
بتلك الكلمات أنهى عميد الأدب العربي روايته وبتلك الكلمات وبصوته الشجي المميز أنهى كذلك فيلمه الذي اقتبس من الرواية بفارق النهاية التي جاءت مختلفة .
هي تجربتي الاولى لقراءة طه حسين ولن تكن الأخيرة فقد أحببت قلمه وألفاظه التي كانت فخمة وغاية السلاسة ..أستطاع أن يأخذنا الى ريف مصر بذالك الزمن البعيد ووصلنا صوت الكروان الذي سمعنا صوته من خلال إيقاع حروفه ..الرواية ربما قديمة وثمة فارق زمني كبير فقد كتبها بثلاثينيات القرن الماضي الى انه أستطاع أن يوصل الينا فكرته فقد كانت رومانسية بالرغم من أنها كان بها رغبة الأنتقام والثأر فقد استمتعت بقراءتها لبساطة أحداثها وقوة لغتها الا انني ببعض المقاطع التبس علي الأمر فقد كان الكاتب يتحدث مرة على لسان البطلة وفجأه يتحدث هو مبديا رأيه ومتعاطفا مع البطلة الا ان ذالك لا ينكر ان الرواية جميلة .
No comments:
Post a Comment